رؤيتنا... مجتمع واعٍ و مسؤول يتساوى أفراده في الحقوق والواجبات

منيرة ومريم

ماذا لو فازت كل من عضو اللجنة المركزية في جمعية العمل الوطني الديمقراطي منيرة فخرو، ورئيسة الاتحاد النسائي مريم الرويعي في الانتخابات المقبلة؟

أتعرفون أن منيرة فخرو قد تصل إن فازت في الانتخابات المقبلة إلى رئاسة مجلس النواب المقبل بوصفها أكبر الأعضاء سناً، فهي تفوق رئيس المجلس السابق المتوقع دخوله من جديد خليفة الظهراني بسنة واحدة في العمر!

أما مريم الرويعي، فسيعني فوزها علاوة على كونه نصراً حقيقياً وليس وهمياً لقضايا المرأة البحرينية التي حملتها مع زميلاتها في الاتحاد النسائي على عاتقهن سنوات، سيعني أيضاً التخلص أخيراً من عضوية منافسها النائب البرلماني السابق المثير للجدل جاسم السعيدي.

منيرة ومريم، اسمان بحرينيان جداً لشخصيتين بحرينيتين جداً، تفوح أصالة المرأة البحرينية وقدرتها على العطاء وشجاعتها وجرأتها التي لم تتناقض مع رقتها وحنانها الأنثوي من كل منهما، بشكل لا يمكنك معه إلا أن تقف أمام كل منهما وقفة احترام.

حدثتني منيرة الأم والجدة في مقابلة أجريتها معها أخيراً فقالت «إذا كنتُ قد تعلمتُ في مسيرتي الطويلة في هذا البلد شيئاً، فقد تعلمتُ أنه لا يمكن إيقاف المرأة البحرينية عن التقدم، لقد شهدنا العراقيل مرات ومرات سابقاً، لكننا كنا دائماً قادرات على الاستمرار، والتغيير قادم، وسترون».

أما مريم، السيدة «النحلة» في حركتها، التي يحبها كل من يعرفها، ويحترمها كل من يستمع إلى حديثها، فهي ترسم دون أن تدري لجيل من الشابات صورة عن المرأة النموذج، في عطائها وإصرارها ورقتها أيضاً.

بإصرار الأنثى وتحدّيها وقوتها، تخوض منيرة ومريم الانتخابات للمرة الثانية على التوالي. غير عابئتين بهزيمة سابقة لم تكن فشلاً لأي منهما. ولو كنا منصفين لرأينا أن لدى كل من منيرة ومريم من القدرة والكفاءة ما يتضاءل أمامه منافسيهما الحاليين بمراحل.

وعندما نتحدث عن منيرة ومريم فلا يمكننا بأي حال أن نتوقف عند النظر إلى كل منهما على أنها امرأة وحسب. فنظرتنا عندئذ ستكون قاصرة وصورتنا ستكون منقوصة. منيرة ومريم تتجاوزان في الوعي البحريني كونهما امرأتان، فهما قصتان بحد ذاتهما، قصتان يتضاءل أمامهما الحديث عن تمكين المرأة السياسي وحقوق المرأة في الانتخاب والترشيح. فكيف يمكنك وأنت تتحدث إلى سيدة بحجم منيرة فخرو وتاريخها السياسي أن تطرح تساؤلاً سطحياً من قبيل: هل يحق للمرأة أن تخوض الانتخابات؟ وكيف تجرؤ وأنت تتطلع إلى عطاء مريم الرويعي وعملها الذي لم يتوقف أن تسأل السؤال التقليدي: هل يمكن أن تتحمل المرأة أعباء العمل البرلماني؟ منيرة ومريم اسمان لا يحتاجان إلى تزكية، ولا تنقصهما شهادة، وما وجودهما هما بالذات ضمن قائمة المرشحين لانتخابات 2010 إلا رسالة أبعد من مجرد ممارسة النساء لحقهن الدستوري في الترشح.

إنها رسالة تغيير لوعي اجتماعي قاصر لدى البعض – رجالاً ونساءً – الذي لم يسبق له – عامداً أو غير عامد – أن شاهد نماذج نسائية من هذا النوع تتعاطى السياسة وتبدع في مشاركتها لصنع القرار المستقل. إنها رسالة لأصحاب القرار في الجمعيات السياسية التي لم تتقدم بترشيح سيدات ضمن قوائمها الانتخابية وكأنها تقول بأن كواليسها خلت من الكفاءات النسائية، ورسالة أخرى مشابهة إلى عضوات الجمعيات السياسية اللاتي عجزن عن اتخاذ موقف قوي وحقيقي إزاء تهميشهن واستبعادهن من القوائم الانتخابية في كل مرة تشارك فيها جمعياتهن في الانتخابات، في الوقت الذي لا تتوانى فيه عن وضع المتردي والنطيح والمنكسر.

منيرة ومريم، شعلتان تزدادان اشتعالاً في كل يوم تزيد فيه نيران الانتخابات جذوة، وتتضاعف فيه مضايقات المنافسين والألعاب السياسية حدَّة. ندعمهما ليس لأنهما نساء، بل لأنهما منيرة فخرو ومريم الرويعي

كتب – ندى الوادي، صحيفة الوسط
http://www.alwasatnews.com/news/482002.html

 

شاهد أيضاً

هل تصبح مريم الرويعي صفاء الهاشم البحرينية اذا فازت ؟

المشاركة تخلق التغيير والقوانين المقبلة تحتاج الى كفاءات لاقرارها محاولة تطبيق قانون “العقوبات والتدابير البديلة …